كان اعلان الادارة الامريكية فرض عقوبات على سوريا عنوانا اضافيا بارزا وصريحا لتأكيد ان ادارة اوباما عاجزة عن احداث اي تغيير في السلوكات العدائية تجاه امتنا. بل ان ادارة الرئيس اوباما تمسكت عمليا بالحرب الوقائية وغزو المنطقة والاصرار على تفكيكها واعادة تركيبها في اطار شرق اوسطي جغرافي وكل تجليات النهج الاستعماري الذي اندفعت به ادارة الرئيس السابق بوش الابن على مدار ثماني سنوات.
والذي لا يختلف عليه اثنان هو ان هذا النهج القائم على الحروب واستخدام القوة والغزو والانتقام وكل اشكال الكراهية والشرور التي عصفت بمنطقتنا هي سياسات مسخرة كليا لصالح اسرائيل وخدمة جميع ما ينضوي تحت جناح المشروع الصهيوني من قوى يمينية عنصرية متصهينة وفي مقدمتها عصابة اليمين المحافظ التي قادت الحرب على المنطقة وظلت تمسك بقوة بالقرار الامريكي الرسمي في عهد ادارة بوش الابن ولا زالت هذه السياسات مستمرة لعجز ادارة اوباما عن احداث اي تغيير في سياسات اليمين المحافظ تجاه امتنا.
المفارقة ان قرار ادارة الرئيس اوباما فرض عقوبات على سوريا يأتي في ظل خطاب امريكي سياسي واعلامي بالتحدث عن رغبة في تحقيق تسوية في المنطقة وخاصة التحرك على المسار الفلسطيني ، وهذا لا يكتسب اية مصداقية بعد انطلاق العاصفة الامريكية الاسرائيلية بتفجير قضية صواريخ سكود وتحميل سوريا مسؤولية ايصالها لحزب الله في جنوب لبنان وهي قضية مفتعلة في توقيتها وحتى ادارة بوش لم تتوقف عندها في الماضي ، ولعل اسرائيل التي سخرت ادارة اوباما لتبني هذه القضية والتهديدات المترتبة عليها بما في ذلك التلويح بشن حرب او مباركة اي حرب تخوضها اسرائيل ضد لبنان وسوريا ، كل ذلك يشكل دلالات واضحة على ان ادارة اوباما لا تملك من امرها شيئا في ما يخص المنطقة ، ما عدا شعارات خادعة وانها تنفذ سياسات اسرائيل وتتعامل مع بلدان المنطقة وفق شروط اسرائيلية وبادارة اسرائيلية ايضا.
ولا يخفى ان بعض التحولات في العلاقة الامريكية الاسرائيلية ومحاورة واشنطن لدمشق وقرار اعادة امريكا سفيرها للعاصمة السورية وكذلك التحسن الملموس في علاقة سوريا مع بلدان الاتحاد الاوروبي كل ذلك ازعج اسرائيل التي تعتبر سوريا عقبة في وجه فرض السوية في المنطقة.
خلاصة القول ان تعامل سوريا مع السياسات العدائية وآخرها تمديد فرض العقوبات هو تعامل هادىء وترك الابواب مفتوحة مع امريكا لعل وعسى.
عن صحيفة الدستور