سيدي حسين
والألقاب كلها أصغر منك
فأنت من رسم له القدر طريقه من جد ثار فحرر شعباً وجد بنى فأبدع وطناً.
يقولون الابن سر أبيه
فكيف إن كان أباك عبد الله الثابت
سنديانة لا تزيدها الريح إلا صلابة، وإذا ما ثارت العواصف من حوله تمددت جذوره في الأرض أعمق وارتفعت قامته أعلى.
صرت للعهد ولياً والحمل تنوء عنه رجال ورجال إلاك
تعرف أن الدرب طويل وان مدرسة الهاشمين مختبر الرجال
وتعرف أنك هاشمي لن تعيه الدرب مهما طالت
تتعلم في كنف أبيك كيف تسمع نبض حبة رمل في البادية
وكيف تعرف قلب الشمال إذا ما جست أصابعك عروق ترابه الأحمر
وتعرف مايريد الجنوب البوح به من لمعة العين وصفحة الجبين
وتعرف سر البلقاوي الذي لن يخفيه عنك من يد تمتد لتصافحك وقبلة تطبع على كتفك
سيدي حسين
سلاحك ملكك وحبنا لك
وسلاحنا مليكنا وأنت
سرنا أننا صوفيون بالعشق والولاء، لا نختبئ حين نحب ولا نقسو على من نحب
ونعرف أن للزمان أوقاته حين ينسل الرجال
والزمان لم يخنا حتى الآن…وهو لن يخون
سيدي حسين
ولاية العهد معتزل كي تتعلم سر الملك وخفاياه
وكي تصير يميناً لأبيك ووطنك
وكي تُكشف لك آية عبد الله…كيف يرعى البلاد ويحفظ حق العباد
وكيف تعرف الرجال القادرين على النصيحة
فالبطانة الصالحة هي البطانة الصحيحة
والجيش عربي… وسواعد ليوثه دعامات الوطن… وسلاحه لم ينم
سيدي حسين
هل لي أن أعترف في حضرتك
أنا أردني لم يستطع حبره أن يسيل فرحاً منذ زمن
لكنك أنت ألهمت حرفي فسال حبري نهراً من حب وفخر
وعرفت درباً لم أخبره أبداً
وللقلوب مسالكها وللعقول مداركها
وأنت من رسم المسالك وأنار المدارك
سيدي حسين
لك الحرف والقلب والدم الذي يجري في الشريان
رومان حداد