المملكة اليوم يخرج (المملكة اليوم) للعلن بعد أن تناسل الفضاء الإلكتروني عشرات المواقع الإخبارية مدركين أن الأفضل والأفضل فقط هو من سيبقى، وأننا قادرون على تقديم رؤية جديدة ومختلفة، ورغم الصعاب التي نراها أمامنا نعرف أننا تحصنا بزاد وزواد يسعفنا في رحلتنا، بوصلة تشير إلى الوطن أبداً وقلوب تفيض بحب الأردن الهاشمي، مملكة الثوار العرب حين ذات فجر عربي كانت الرصاصة الهاشمية إعلان أول التحرر أول الثورة وأول الملك الشعبي.
إذا كان شكسبير قد قال في الماضي: (جهنم فارغة، كل الشياطين هنا).. فإنني أقول الجملة ذاتها، لكن بإضافة تحديد المكان.. نعم (جهنم فارغة، فارغة تماما، وجميع الشياطين هنا، لكن هنا تساوي اليوم – سوريا – جحيم الارض وغضب البشر والجنون اللامفهوم)..
سوريا اليوم.. حكاية أخرى يا أصدقائي.. فكل الشياطين وأبنائهم الصغار ممن يتعلمون (فنون المهنة) يجلسون على قمم الجبال والهضاب في مدن سوريا وأريافها، وأمامهم (مسرحية القتل اليومي) يشاهدونها وهم يضحكون.. يجلسون وينظرون بتمعن لفنون الاقتتال العبثي بين بني البشر، ويرددون: (كم أراحونا، يفسدون بالأرض ويسفكون دماء بعضهم، شكراً لكم بنو آدم.. شكراً لكل هذا الدمار، لكل الدماء المُسالة، لكل الفوضى الحياتية)..
يقول كبير لهم وهو ينتظر قدوم العنف إلى جبل قاسيون: (إن الله كرمكم علينا نحن معشر الشياطين، وقلنا إننا لأحتنكنّ ذرية آدم، لكنكم اليوم تجعلوننا عاطلين عن العمل بأفعالكم التي تخطت كل توقعاتنا.. أنتم الشياطين إذن، ونحن أقل منكم مكراً، وأرحم من أئمة الحروب والدماء، ممن يقتلون باسم الله)..!
وآخر، يجلس على إحدى تلال مدينة الرقة، حيث عناصر «داعش» تنكل بالبشر وتضرب كل حياة إنسانية بعرض الحائط، يقول: (كم أنكم تذكروننا بعصور الظلام، كم نحبكم كلما اتسعت رقعة برك الدماء، كم سنحبكم أكثر لو أنكم تستمرون بهذه الحرب القذرة اللامفهومة)..
يقول شيطان آخر، وهو يركض بين الجثث في حلب، ويقهقه من الضحك: (كم أنا فرح ، فقد أمّنت وجبة الدماء لأبنائي الصغار لفترة طويلة، كم أحبكم بني البشر، أنتم أعظم هدية قدمت لنا منذ فترة طويلة.. كم أنتم أغبياء حين تعيثون في الأرض فساداً، حتى أصبح الموت شغفكم اليومي)..
آه على سوريا.. في النهاية عندما سنقف أمام الله جميعا، لن يقول الشيطان: (إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم.. فلا تلوموني ولوموا أنفسكم)، وقتها سنقول لله: «إن الشيطان كان بريئاً من أفعالنا، كان يراقب ويضحك ونحن نقتل باسمك».. وسنعرف الحق عندها.. ويفصل الله بيننا.. فنلوم أنفسنا ونندم حيث لا ينفع الندم..
تبقى فكرة الحديث..
سأقول كما قالت الأديبة الأميركية «هيلين كيلر»: «أمر جيد أن يصرف الناس الطيبون كل هذا الوقت لمحاربة الشيطان، لكنهم لو صرفوا المجهود نفسه في محبة بعضهم، لمات الشيطان من الملل»..
بقلم: عناد السالم
