لم يعنينا ، و لن يعنينا ابدا ، شتائم (الغوغاء) ، وننطلق في افكارنا و كتاباتنا من نقطتين : الأولى مبادئنا و ما يتوصل له عقلنا لنقول ما نؤمن به و ضميرنا مرتاح تماما ، و الثاني عشقنا ل وطننا ، بناء عليه نقول :
إن مات معاذ فسينهض الف معاذ و لكن إن مات الاردن فلن يكون لنا، و الاهم لاحفادنا من بعدنا ، وطن .
الاردن اكبر مني و منك و من معاذ ، حين امتطى معاذ طائرته كان يضع نصب عينيه كافة الاحتمالات ،و سواء أقام بواجبه الوطني تنفيذا لقرر رؤسائه أو قام بذلك متطوعا بما وصل له من قناعة فانه يستحق منا كل التأييد .
لو تعاملت مع قضية معاذ بحكم رابطة الدم فانني لن اطالب الا باعادته مهما كان الثمن حتى لو كان الثمن خضوع وطن بأكمله لرغبات المتطرفين الدواعش اللا انسانية ، لكنني اتعامل مع القضية متسلحا بشعور وطني يحتم علي أن أضع مصلحة البلد العليا قبل اي شي .
الدواعش ابدا لن يكونوا اخوانا لي لا بالاسلام و لا بالانسانية و ابدا لن اضع يدي بيد من يعتاشون على ذبح الابرياء .
الدواعش لا يعنيهم نداء من أب مجروح بولده او مناشدة من إم مكلومة بابنها و لو كانوا كذلك لما قطعوا رؤس النساء و الاطفال .
الدواعش يفهمون لغتين فقط : لغة البرغماتية و لغة القوة ، لو كان معاذ مثله مثل باقي الاسرى لقطعوا رأسه منذ اليوم الاول و لكنهم يستخدمونه كأداة ل (ليّ) ذراع الاردن و اجباره على الرضوخ لطلباتهم ، لهذا فعلينا ان نقابلهم ايضا بلغة القوة و بلغة البرغماتيا .
إن كان مطلبهم يقتصر على استعادة ارهابيهم الموجودين في سجوننا فليأخذونهم لاننا ايضا لا نريد ان يلوث هؤلاء الارهابين سجنائنا بافكارهم الشاذة و لا نريد ان نتولى اطعامهم و الاهتمام بصحتهم من اموالنا، اما ان كان مطلبهم هو انسحابنا من الحرب فليعلنها الاردن منذ الان : ماضون بمحاربتكم حتى النهاية .
ننحني نحن و نقبل تراب الوطن و لكن ابدا لن ينحني الوطن .
حين قررنا خوض هذه الحرب كنا نعلم اننا ليس ذاهبين الى نزهة نعود منها و نحن نضحك .
من لغته السيف لا يعرف الا الحوار بالسيف .
كانت حربنا و هي الان حربنا أكثر من ذي قبل .
إن عاد بطل و إن مات بطل .
* نقلاً عن صفحة الزميل خالد الكساسبة على (الفيسبوك)