أسئلة هامة طرحها بالجملة الدكتور مروان المعشر خلال جلسات أعمال مؤتمر» سيناريوهات المرحلة المقبلة» الذي نظمه مركز القدس للدراسات السياسية بالتعاون مع جامعة العلوم التطبيقية الخاصة خلال الاسبوع الماضي واعتقد أن تلك الاسئلة تحتاج الى التوقف عندها، ولا أقصد عبر هذه العجالة الاجابة عنها .
وتبدأ تلك الاسئلة من سؤال حيوي يدور حول :هل نحن مستعدون لوقف شيطنة الاخر ؟ ويليه سؤال اخر هل الدولة جادة في التأسيس لدولة مدنية حديثة ؟ وهل الدولة لديها مشروع تنويري تقوم بتنفيذه على مراحل ؟ أو لديها مشروع أمني والحديث عن الاصلاح يصب في إطار الحالة التجميلية والشكلية ؟! ولا تتوقف الاسئلة التي يثيرها الاصلاحي مروان المعشر عند هذا الحد بل تتعداه الى أسئلة أخرى أكثر أهمية وتبدأ من سؤال هل نريد مفهوما حداثيا للمواطنة ؟وهل نريد تنفيذ الاوراق النقاشية الملكية التي تقوم على مبدأ الفصل بين السلطات والتوازن بينها بحيث لا تهيمن السلطة التنفيذية على صنع القرار ؟ جميعها أسئلة تكشف روح القلق وكوامنه في مجتمعنا وتحتاج منا جميعا جلسات حوار حولها وصياغة نتائج هذه الجلسات والاجابات والتوافقات التي تتم، وشخصيا أرى من المناسبة ضرورة التفكير بعمق حول إطار يقوم على عقد خلوة فكرية تضم كل التلاوين السياسية في المشهد العام للوصول الى قواسم مشتركة حول الاجابات والاسئلة التي تدور في أذهان الناس، أظن ان طبيعة المرحلة والتحديات القائمة تستدعي التفكير بعمق نحو مقاربات جديدة تقوم على المشاركة وتوسيع دائرة صنع القرار، والاستماع الى نبض الناس، وقراءة الممحي بين السطور والتوقف عن ذهنية جلد الذات والبحث عن سياقات مهمة تخرج البلاد من حالة النمط السائد التي تقوم على ثقافة المنتصر .
قد يكون الدكتور مروان المعشر من الشخصيات السياسية البارزة وقد نختلف معه أو نتفق حول بعض المقاربات لكن لا أحد يستطيع أن ينكر عليه قدرته على التعامل مع الملفات الشائكة بجرأة يحسد عليها؛ فقد دلت كل المحاضرات التي قدمها خلال السنوات الاخيرة أنه يحمل فكرا إصلاحيا وديمقراطيا متقدما يلتقي عليه الكثيرون منا بدراجات متفاوتة .