تعبيرية

العسل الأردني.. أشهى من العسل

المملكة اليوم -

يتميز عسل الأردن بالتنوع المناخي المرتبط بتعدد المناطق الجغرافية وتمايزها، فمن المناطق المنخفضة الدافئة شتاءً في الأغوار، إلى الشفا-غورية متوسطة الدفء فالجبال، والبادية.

هذا التميز المناخي منح العسل الأردني ميزة نوعية إضافية، ناهيك عن أنه يجعل إنتاجه متوافرا معظم فصول العام.

ويلفت مدير مديرية بحوث النحل في المركز الوطني للبحث والإرشاد الزراعي، رئيس الاتحاد النوعي للنحالين الأردنيين الدكتور نزار حداد إلى أن الغطاء النباتي في المملكة يتميز بغناه وتنوعه.

وعلى رغم قلة مساحة الغطاء النباتي وتناقصه، إلا أنه يتوافر على أكثر من 2500 نوع من النباتات الطبية والعطرية ذات الخصائص العلاجية اللافتة، ما يمنح العسل الأردني، وفق حداد «ميزة خاصة به وقيمة عالية».

انتاج متضائل

وقال حداد إن المملكة تنتج 20 %من إجمالي الاستهلاك المحلي من العسل ويصدر حوالي 2- 3 % إلى دول الخليج، وتستورد الباقي (80 %).

اللافت في إنتاج المناحل للعسل هو التقلب وعدم الثبات سنويا، ففي السنوات الثلاث الأخيرة (2014- 2016) ارتفع انتاج العسل من 182 إلى 214 طنا لينخفض إلى 176 العام الماضي، وفق مسح دائرة الإحصاءات العامة السنوي للمناحل لعام 2016.

وأظهرت النتائج ارتفاع كمية حبوب اللقاح المنتجة، إذ بلغت 2,373 كيلوغراما عام 2015بنسبة 9,9 بالمئة مقارنة بعام 2015، كما بينت النتائج انخفاض انتاج طرود النحل بنسبة 42,2 بالمئة العام الماضي مقارنة بـ2015 .

كذلك انخفض انتاج ملكات النحل بنسبة 27,4 % العام الماضي مقارنة بـ2015

وبين أن موسم العسل يبدأ في المملكة في الأغوار، ثم الشفا غورية ومناطق راجب وحلاوة ووادي ابن حماد والهيدان ثم المناطق السهلية، حيث يبدأ الإنتاج من منتصف آذار وينتهي في نصف حزيران، ويشير إلى أن هناك «قطفة عسل خريفية في تشرين الثاني، وهو عسل الربيع الصحراوي وعسل السدر».

ويتميز العسل الأردني بجودة وتنوع المصادر الرحيقية.

مزايا العسل الأردني

الناطق باسم وزارة الزراعة الدكتور نمر حدادين يؤيد قول حداد، ويشير، بفخر، إلى جودة العسل الأردني وخواصه الاستطبابية والغذائية، وزيادة استخدام العسل ومنتجات الخلية الأخرى مثل حبوب اللقاح والغذاء الملكي والعكبر وغيرها من المنتجات منفردة أو مجتمعة في النظام الغذائي التي اعتبرها مهمة في زيادة مناعة الجسم، ورفع كفاءة العمليات الأيضية في جسم الإنسان، وأيضا في زيادة وجودة الإنتاج الزراعي وتلقيح المحصول الزراعي.

ويعد نحل العسل من الحشرات المجتمعية، التي تعيش في طوائف أفرادها العاملات والذكور والملكة.

واشتهر وادي الأردن تاريخياً بأنه أرض اللبن والعسل، إلا أن تطور العلم جعل خلية النحل ليست مصدراً للعسل فحسب؛ بل وحبوب اللقاح والشمع والغذاء الملكي وسم النحل والعكبر.

إلا أن جُلَّ الأهمية لطائفة النحل هي دورها كملقّح رئيس لتلقيح المحاصيل الزراعية للعديد من النباتات التي لا تعقد ثمارها بدون وجود الملقحات الحشرية مما يحسن إنتاجها كماً ونوعاً، إضافة إلى مساهمة النحل الكبيرة في حماية التنوع الحيوي من خلال تلقيحه للنباتات البرية، حيث تتراوح نسبة مشاركة نحل العسل في تلقيح النباتات المزروعة والبرية بين (80-90%).

قطاع واعد

ويراوح سعر العسل المحلي بين 15 – 20 دينارا للكيلوغرام الواحد. ويجاوز بعضها إلى 25 دينارا. كما ان هناك أنواعا من العسل، وخصوصا السدر، يزيد سعرها عن ذلك، خصوصا عندما تخلط بغذاء الملكات أو حبوب اللقاح.

ولفت حدادين الى أن أنجع الوسائل التي تساعد النحالين في تربية النحل لإنتاج العسل هو أنه يجري انتخاب سلالات نحل محلية نوعية، تتأقلم مع الظروف والمناخ المحليين، ويوزع سنويا 2000 بيت ملكي على النحالين و5000 عبوة مبيد لمكافحة الدبور الأحمر مجانا.

ويقول حدادين إن 3 آلاف أسرة، 70 بالمئة منهم من ذوي الدخل المحدود، يعتاشون على العمل في تربية النحل وإنتاج العسل، وهو أحد القطاعات التي تكافح البطالة والفقر.

ويبلغ عدد النحالين، وفق إحصاءات العام الماضي، 1068 نحالا.

ويشجع حدادين على التوجه لتربية نحل العسل، بوصفه قطاعا واعدا للمستثمرين وللمتعطلين عن العمل، ويؤكد هنا أن وزارة الزراعة تدعم وتشجع على هذا التوجه.

خدمة حكومية

ويشجع حداد النحالين على مراجعة مديرية بحوث النحل في المركز الوطني للبحث والإرشاد الزراعي وزيارة محطة مرو الزراعية لطرح المشاكل التي تواجههم في تربية نحل العسل، ومساعدتهم على مواجهتها.

ويحض حداد مربي النحل على المسارعة في «مكافحة الدبور الأحمر مبكراً وقبل تزايد أعداده بشكل كبير من خلال المكافحة الميكانيكية والكيميائية».

ويوضح أن المركز الوطني أطلق حملة وطنية لمكافة الدبور الأحمر، إذ وزع، وبالتعاون مع الاتحاد النوعي للنحالين الاردنيين، مبيدات الدبور وطرق مكافحته على مربي النحل، والارشادات متوفرة على على الموقع الإلكتروني لمديرية بحوث النحل.

فوائد العسل

وأما عن الفوائد والقيمة الغذائية للعسل أو (السائل الذهبي) تبين اخصائية التغذية تماره الحلايقه أنه يعتبر أفضل بديل صحي للسكر الأبيض العادي وأهم سبب لذلك «ليس قيمته الأعلى من الفيتامينات والمعادن، وإنما احتوائه نسبة عالية من المواد المضادة للأكسدة (المركبات الفينولية) التي تحمي الخلايا من المواد الضارة (تركيبات الجذور الحرة) بالتالي حمايتها من التلف».

وتؤكد الحلايقة أن العسل يعمل على تقوية الجهاز المناعي بسبب زيادة انتاج الخلايا المناعية التي تقضي على الجراثيم، ولذلك كان للعسل دور في الحد من مشاكل القرحة في المعدة والجرثومة الحلزونية.

وأما عن فوائده لمرضى السكري، تشير إلى أن مؤشر جلايسيمي منخفض ،فيرفع السكر بشكل بطيء في الدم ويحافظ على مستوياته بعكس السكر الأبيض، مع الأخذ بالاعتبار الانتباه للكمية فلا تتجاوز معلقة صغيرة في اليوم لمرضى السكري، كذلك الراغبين في إنقاص الوزن تناوله بكمية قليلة لاحتوائه سعرات حرارية أعلى من السكر الأبيض (21 سُعر في الملعقة الصغيرة من العسل مقارنة ب 16 سُعر للملعقة الصغيرة من السكر الأبيض).

كما أثبتت بعض الدراسات أن تناول العسل بانتظام يحد من مشاكل ارتفاع الكوليسرول ونسبة الدهون في الدم. (الرأي)

شاهد أيضاً

الأطفال والهواتف: خطر صامت يهدد نومهم وصحتهم النفسية

المملكة اليوم - الأسر تلجأ لوسائل جديدة لإقناع أطفالها بالابتعاد عن الشاشات قبل النوم يتسبب …