رجّحت صحيفة “معاريف العبرية”، أن يكون القيادي الأمني السابق في حركة “فتح” محمد دحلان هو من سرّب الوثائق الرسمية التي نشرتها قناة “الجزيرة” الفضائية، الليلة الماضية، والتي تُظهر حجم “التنازلات” التي قدمتها السلطة للجانب الإسرائيلي في المفاوضات خلال العشرة أعوام الماضية.
وشدّدت الصحيفة، في عددها الصادر اليوم الإثنين (24/1)، على أن الخصومة التي تجمع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بدحلان، تدفع بالشكوك نحو الأخير بأنه من قام بتسريب الوثائق الرسمية إلى قناة “الجزيرة” للمساس بالقيادة الفلسطينية، وفق تقديرها، وذلك في إشارة واضحة إلى صحّة هذه الوثائق.
فيما استبعدت الصحيفة أن تكون حركة المقاومة الإسلامية “حماس” هي الجهة التي تقف وراء تسريب هذه الوثائق، مشيرةً إلى أن حجم الوثائق الحالية والمعلومات المحدثة فيها “تقلص إمكانية أن تكون حماس هي من قامت بتسريبها، وتشير إلى أن دحلان أو أحد رجاله من قام بذلك من أجل المساس بقيادة السلطة ورئيسها”، كما قالت.
يشار بهذا الصدد إلى أن رئيس السلطة (رئيس حركة فتح) محمود عباس شكّل لجنة تحقيق مع محمد دحلان، وجرّده من بعض مناصبه، إثر قيام الأخير بالتحريض على عباس، وقيامه بتسليح عناصره، الأمر الذي أثار مخاوف قيامه بانقلاب على عباس، وهو ما جعل الأخير يقدم على إدخال بعض التعديلات والتنقلات في صفوف الأجهزة الأمنية، كما قام بسحب الحراسات الشخصية عن بيت دحلان، بُررت في حينه أنها جاءت على خلفية انتقادات دحلان لأداء عباس.
جدير بالذكر أن أنصار محمد دحلان، رئيس جهاز “الأمن الوقائي” السابق في غزة، هددوا بالتصعيد ضد رئيس السلطة محمود عباس في حال تمت إدانة دحلان في قضايا “من شأنها أن تشوّه صورته”، في ظل إصرار عباس على لجنة التحقيق.
وزعم قياديون في “فتح”، من المقربين لمحمد دحلان، في تصريحات لـ “قدس برس” في الثلاثين من كانون أول (ديسمبر) الماضي: إنهم سيضطرون للدفاع عن “القائد” دحلان بشتى السبل “في ظل ما يتعرّض له من مؤامرة”، ملمحين إلى امتلاكهم وثائق “من شأنها أن تقلب الطاولة رأساً على عقب، لا سيما وأن الأمر يتعلّق بمسؤولين كباراً في السلطة”، حسب ادعائهم.
وهدد الموالون لدحلان بأنهم “لن يصمتوا حيال الاتهامات التي يتعرض لها”، ملمحين بطريقة غير مباشرة إلى ما كشفه ضابط المخابرات الفلسطيني السابق فهمي شبانة فيما يتعلق برفيق الحسيني والشريط الذي يصوّره وهو في وضع غير أخلاقي مع فتاة، وإعلانه في حينه امتلاك وثائق تدين شخصيات كبيرة في السلطة.