هذه القمة تنعقد في وقت تستهدف فيه قدسنا، ويستضعف فيه شعبنا الفلسطيني، وينتظر منا العالم أجمع كلمة موحدة وموقفا صادقا يرد الكيد ويثبت أن أمتنا لم تمت.
إن تاريخنا الحديث يزخر بمواقف صنعت الفارق وقلبت المعادلات.
نذكر الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله حين أعلن أن النفط سلاح بيد الأمة، لا بضاعة تباع وتشترى، فارتجفت العواصم الكبرى.
ونذكر الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه إذ وقف شامخا يفرض شروطه بعد محاولة اغتيال خالد مشعل، فانتصر للكرامة وأطلق سراح الشيخ أحمد ياسين.
ونذكر جيوش العرب في حرب تشرين، حين أثبت الجند أن الدم العربي إذا اجتمع يصنع مجدا.
ونذكر مواقف زعماء ومجاهدين صدحوا بالحق في وجه الطغيان، مؤكدين أن فلسطين ليست قضية قابلة للتسويف أو التأجيل.
إن شعوبنا التي صبرت وقدمت التضحيات لم تعد تقبل خطبا مجردة، بل تنتظر منا فعلا يرتقي إلى مستوى المسؤولية والتاريخ.
إن أمة أخرجها الله للناس شاهدة وهادية لا يجوز أن تقف عاجزة أمام طغيان محتل وعدوان غاشم. إننا نحمل أمانة أثقل من كلمات وأكثر خطرا من بيانات. أمانة الدفاع عن أرض الإسراء والمسجد الأقصى وعن شعب يذود عن كرامة الأمة كلها.
من هنا فإنني أدعو قمتكم الموقرة إلى قرار صريح يجمع بين ثلاث محددات… دبلوماسية موحدة تعزل الاحتلال، دعم مالي مستمر يعزز صمود الشعب الفلسطيني، وخطوات اقتصادية وسياسية تثبت أن كلمة العرب والمسلمين إذا اجتمعت تغير الواقع وترهب العالم.